الأحد، 26 يناير 2014

الادمان تعريفه واضراره وطرق العلاج


الادمان تعريفه واضراره وطرق العلاج
الادمان تعريفه واضراره وطرق العلاج 


يمثل الإدمان تحدياً قاسياً، يتعين على الفرد أن يواجهه، ولحسن الحظ ثمة مجموعة من العلاجات المختلفة، التي يمكن أن تساعد المدمن على كسر دورة الإدمان، واستعادة صحته، وعلاج عقله.

وتعتمد نوعية العلاج المطلوب إلى حد كبير على العقار المستخدم، ودرجة التعاطي، وطول مدته، وعلى المتعاطي ذاته، فبعض العقاقير تؤدي إلى اعتماد جسدي قوي عليها، الأمر الذي يترتب عليه أعراض انسحابية غير سارة، وفي بعض الحالات ، قد يترتب على التعاطي الاعتماد الكيميائي على العقار المخدر، لدرجة تجعل تركه مهددا للحياة.

وفي بعض العقاقير الأخرى، فقد تحدث نسبة ضئيلة جدا من الاعتماد الجسدي عليها، أو قد لا يحدث هذا الاعتماد على الإطلاق، ولكن ربما يطور المتعاطي إدماناً نفسيا قوياً جداً لها يجبره على تعاطي المزيد منها برغم الآثار التدميرية، الواضحة لها على صحته، وعلاقاته بالآخرين، ويحدث الإدمان النفسي في العديد من الحالات التي يوجد بها الاعتماد الجسدي، مما يجعل مسألة كسر هذه العادة أكثر صعوبة.

وثمة مجموعة من المكونات لجميع علاجات الادمان من المخدرات ، فيعد نزع السموم المرحلة الأولى، والأساسية، وهي الفترة التي يتوقف فيها الفرد عن التعاطي، وقد تتباين حدة ذلك لدرجة كبيرة، وهذا يتوقف على نوع العقار، وقد تتطلب بعض الحالات إنقاص التعاطي تدريجيا أولا، أو استخدام علاج دوائي بديل كإجراء انتقالي، وكثيرا ما تحتاج بعض الحالات أيضا إلى الدعم النفسي، والوجداني للمساعدة في هذه المرحلة الأولية، والتي يتم فيها نزع السموم من الجسم.


مراحل علاج الادمان


وتأتي عملية استخدام مجموعة متنوعة من الطرق العلاجية، والداعمة، وهي عملية تستغرق وقتا أطول في المرحلة الثانية من الأهمية في طرق علاج الادمان، والهدف منها مساعدة الفرد على هزم تشوقه، والتغلب على رغبته الشديدة في العقار، ومنع الارتكاس، وتنمية سلوكيات بديلة صحية لديه.

العلاج في مصحة داخلية


في بعض حالات الإدمان، قد تكون الإقامة في مركز تأهيلي متخصص لعلاج الإدمان هي أفضل إجراء يمكن اتخاذه مع المدمن.
وهذا في الغالب ينطبق على العقاقير التي تسبب إدمانا جسديا قوياً واعتماداً كيميائياً شديداً مثل الكوكايين، والهيروين، وغيرها من الأفيونات، فمثل هذه العقاقير تجعل الجسم يعتادها مع مرور الوقت، لدرجة أنه لا يمكن للجسم الاستغناء عنها لأداء وظائفه بشكل طبيعي.

وفي هذه الحالات، فإن الإقامة في مركز تأهيلي متخصص لعلاج الإدمان تجعل من الممكن مراقبة التقدم الذي يحرزه المدمن، وإعطاؤه العلاجات الدوائية اللازمة لإراحته من أعراض الانسحاب من المخدر عند الضرورة، وقد يتضمن ذلك في بعض الأحيان نزعاً سريعاً للسموم وتوقفاً مفاجئاً عن التعاطي، في حين أنه بالنسبة لبعض العقاقير، والأفراد قد يكون من الأنسب نزع السموم بشكل تدريجي لتقليل المخاطر، والآثار الانسحابية.

وبجانب المراقبة، والدعم للمدمن على المستوى الجسدي خلال مرحلة نزع السموم، تستطيع المراكز التأهيلية لمتخصصة لعلاج الإدمان، التعامل مع المدمن على المستوى النفسي، والوجداني،.وهذا يساعد المريض في التغلب على إدمانه، واستعادة توازنه النفسي، والعقلي لممارسة حياته بشكل طبيعي مرة أخرى.

وحتى الحالات التي لم يصل إدمانها إلى الاعتماد الجسدي القوي، تستطيع أن تستفيد بدرجة كبيرة من الدعم المتواصل الذي تمنحه المراكز التأهيلية المتخصصة لعلاج الإدمان، فقد يتضمن البرنامج العلاجي للمدمن المقيم بالمصحة نطاقاً واسعاً من الجلسات العلاجية، والأنشطة ومجموعات الدعم، وهي جميعها مصممة لمساعدة المدمن في عملية التأهيل، وتمكينه من تطوير مهارات التكيف، والعادات الصحية التي يحتاجها للابتعاد عن العقاقير، والتعاطي.

العلاج الخارجي


في حين تكون الإقامة في مركز تخصصي داخلي لعلاج الإدمان، هي أفضل إجراء يمكن اتخاذه مع المدمن، فإن هذا ليس هو الحل الوحيد، لأن هذا الإتجاه في العلاج يتوقف على نوع العقار، و الفرد نفسه، فليست جميع حالات الإدمان تتطلب مستوى عال من المراقبة، أو الدعم المهني المتواصل، ففي بعض الحالات يكون البرنامج العلاجي الخارجي، هو الإجراء الأنسب الذي يمكن اتخاذه لمساعدة المدمن، على هزيمة الإدمان، والوقوف مرة أخرى على قدميه.

يمنح العلاج الخارجي العديد من التدابير العلاجية، والداعمة التي تمنحها البرامج الداخلية، ولكنه في الوقت نفسه يمكن المريض من أن يبقى في بيئته، ويعيش حياته بشكل طبيعي، بالطبع الفارق الوحيد الهام بين الاتجاهين، هو أن يظل المدمن بعيدا عن العقاقير، وهذا هو ما يهدف العلاج الخارجي إلى الحفاظ عليه.

وسوف تعتمد طبيعة أي برنامج تأهيلي خارجي لعلاج الإدمان، على نوعية العقار المخدر، وتمنح خطة العلاج النموذجية مزيجاً من العلاج الفردي، وجلسات الإرشاد، ومجموعات الدعم، والمراقبة.

إن أحد عوامل الجذب الأساسية للعلاج الخارجي، هي أنه يعالج المدمن دون الحاجة إلى احتجازه في بيئة تشبه أجواء المستشفى أو عزله عن أصدقائه وأسرته لفترات زمنية ممتدة. ويمكن عادة التعديل في هذه البرامج بحيث تناسب كل حالة، وتقديم الجلسات العلاجية طبقا لجدول زمني في أيام يتفق عليها مسبقا أو في جلسات مسائية.

وعلى الرغم من اختلاف الطرق، والإجراءات العلاجية المتبعة، فإن أحد الأهداف الأساسية للعلاج الخارجي، هو مساعدة المدمن على التعرف على أسباب التعاطي، والإدمان، والتغلب عليها، لكن بالنسبة للأفراد ذوي حالات الإدمان القوية بشكل خاص، والذين لديهم مجموعات أقران متعاطية للعقاقير، والمخدرات، قد يكون الاحتجاز في مصحة أو مركز علاجي تأهيلي، هو الحل الأنسب، والأكثر نجاحا بالنسبة لهم.

العلاج المعرفي السلوكي


إن هزيمة الإدمان ليس مجرد التوقف عن التعاطي، ولكن لابد في البداية ان ينجح أي علاج تأهيلي في التعرف على الأسباب التي أجبرت المدمن على التعاطي من الأساس، وما هي السلوكيات التي تعزز من الإدمان لدى المريض، ومن ثم يبدأ البرنامج العلاجي التأهيلي في مخاطبة هذه الأنماط السلوكية، وتغييرها للأفضل، من اجل ذلك أثبت العلاج المعرفي السلوكي أنه أكثر الطرق فعالية إلى حد كبير في هذا الصدد.

والعلاج المعرفي السلوكي فعال في علاج الإدمان، لأنه يركز على أفكار الفرد (أي الجانب المعرفي)، وكيف تؤثر هذه الأفكار على سلوكه، ولكن في حين تسعى العلاجات الأخرى إلى التعمق في الأسباب الجذرية، والأحداث الماضية وتحليلها، فإن العلاج المعرفي السلوكي يهدف إلى تغيير الأفكار، ومن ثم تغيير السلوك الناتج عنها.

وعادة ما يتم تنفيذ العلاج المعرفي السلوكي بشكل فردي مع المعالج، وقد يكون جزءً من برنامج علاجي داخلي أو خارجي أكثر شمولاً أو قد يكون علاجا قائما بذاته، وفي العلاج المعرفي السلوكي، يعمل الممارس المؤهل على مساعدة المريض في إلقاء الضوء على الأفكار، والسلوكيات الأساسية التي تسببت في مشكلة التعاطي، والإدمان، والتعرف على سلوكيات بديلة صحية.
وقد يكون العلاج المعرفي السلوكي قوياً إلى درجة كبيرة، ولكنه ليس العلاج السحري للإدمان، أو أي مشكلة أخرى، فالأمر يتعلق بدافع المريض وإرادته في تنفيذ ما تعلمه من خلال العلاج المعرفي السلوكي، والحفاظ عليه.

ومثلما يستطيع العلاج المعرفي السلوكي أن يساعد المريض على استبدال سلوكيات البحث عن المخدر، واللجوء إليه، فإنه يستطيع أيضا أن يساعده على إيجاد طرق أفضل للتعامل مع القضايا، والمشكلات الحياتية الأوسع نطاقاً، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى اللجوء للمخدرات. على سبيل المثال، فإن الفرد الذي يعاني من القلق الاجتماعي، قد يكون لديه تاريخ من اللجوء للمخدرات كوسيلة لزيادة الثقة، والشعور بالراحة، وفي هذه الحالة يسعى العلاج المعرفي السلوكي إلى التعرف على الأسباب التي أدت إلى هذا القلق، وإيجاد طريقة لتقليصها بشكل طبيعي من خلال التفكير البديل.


الإرشاد ومجموعات الدعم


في حالات عديدة، ثمة سلسلة من القضايا المعقدة تكمن وراء إدمان المخدرات، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأسباب واضحة وظاهرة للعيان، ولكن في أحيان أخرى قد تكون هذه الأسباب خفية، أو قد تكون مكبوتة كليا، وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون الإدمان نفسه قد أدى إلى تطور أو تفاقم العديد من القضايا العقلية، والاضطرابات النفسية.

وتعد جلسات الإرشاد ومجموعات الدعم طريقتين علاجيتين هامتين، يمكن استخدامهما بجانب برنامج علاج الإدمان الأكثر شمولاً لمخاطبة هذه القضايا، ومساعدة المريض على التعامل معها والتغلب عليها.

ويعتمد مستوى الإرشاد إلى حد كبير على الفرد، ومشكلاته، ودرجة الإدمان التي وصل إليها، وفي بعض الحالات، فإن الاقتصار على العلاج الكلامي البسيط، قد يكون كافياً لمساعدة الفرد على تحقيق تكيف أفضل مع الإدمان، والتأهيل المترتب عليه، ولكن قد يكون الإرشاد النفسي المتخصص المهنى، أكثر ملاءمة بالنسبة للأفراد ذوي المشكلات الأكثر خطورة وتعقيدا، ويناسب هذا الخيار المدمنين المتعاطين بكثافة لفترات طويلة، ذوي عادات التعاطي لعقاقير متعددة، وبالأخص معتادي تعاطي عقاقير الهلوسة.

وقد تكون مجموعات الدعم المنتظمة مفيدة جداً بجانب الإرشاد، والعلاجات التأهيلية الأخرى، لأن قدرة أفراد المجموعة على مناقشة صعوباتهم، والتقدم الذي أحرزوه، يحقق نتائجا علاجية كبيرة، ويمنح طريقاً للدعم الوجداني، الذي هم في أمس الحاجة إليه، وقد يؤدي الاستماع إلى القصص التأهيلية للآخرين أيضا إلى زيادة الإلهام، والدافع لدى المدمن نحو الشفاء والخلاص.

ومن خلال مخاطبة هذه القضايا التي تؤدي إلى سلوك البحث عن المخدرات وسبل علاج الادمان ، والتعامل معها، يمكن للإرشاد ومجموعات الدعم، مساعدة الأفراد على الإقلاع عن التعاطي، والاستمرار على ذلك.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق